يا أحرار أمّتنا، في يوم الأرض، ومع استمرار آلة القتل الصهيوينة في حصار أهلنا في غزة، نؤكّد أنّنا وان لم نقف خلف المقاومة الفلسطينية وندعمها بكافة الاشكال، الانسانية والسياسية والدبولماسية والعسكرية، فان شعوبنا جميعها مصيرها التهلكة.
تأتي الذكرى التاسعة والأربعين لإحياء يوم الأرض الفلسطيني وسط استمرار أفظع جرائم الابادة بحقّ شعبنا الفلسطيني في غزّة المُحاصرة وفي استمرار الاحتلال بممارسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية كما حصار الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات.
وليس الجنوب اللبناني سوى امتدادٍ لفلسطين وقضيتها، حيث لا تزال قرى لبنانية تحت الاحتلال ولا زال أهالي الجنوب يقاومون آلة الحرب الصهيونية التي تستقوي بأميركا وحلفائها.
ويوم الأرض الفلسطيني ليس بعيداً عن الجولان السوري المحتل والأراضي السورية التي تشهد توغلاً للعدوّ الصهيوني في هذه المرحلة الدقيقة.
إنّ صمود مجتمعاتنا، رغم الدماء والتضحيات، تقدّم للعالم أسمى أشكال الصمود والنضال ضدّ المؤامرات التي تهدف لاقتلاعنا من أرضنا، ولتضييق الخناق على كل مشروع تحرّري من شأنه ان يؤدي لخلاص شعبنا من التبعيّة ومن أي تقاتل عرقي وطائفي يخدم الكيان الاستعماري المحتل.
مع حلول يوم الأرض، نشهد تصدّي أهالي القرى السورية ومنها ريف درعا لتوغّل آليات الصهاينة وقتالهم بما امتلكوا من بنادق وباللحم الحيّ. ونشهد صمود أهالينا في الجنوب وتشبّثهم في أرضهم رغم كلّ أبواق دعاة السّلام والتطبيع.
هذا ليس سوى دلالة على أنّ المقاومة، فكراً وفعلاً، مستمرّة طالما هناك احتلال، وانّ البوصلة كانت وستبقى فلسطين. وهو الامر الذي يحتّم علينا النضال المستمرّ في سبيل تحرّر مجتمعاتنا من كافّة أشكال التبعية والاستعمار. لن يرحم التاريخ كل من اختار ان ينأى بنفسه واهماً بالأمان بدل ان يوقف الابادة في غزة، وبدل أن يتصدّى للاحتلال الصهيوني في سوريا ولبنان.
لذا، نحيي يوم الأرض هذه السنة مع أهل الأرض المقاومين من العمال و المزارعين في الجنوب اللبناني، تأكيداً على دعمنا لكافة أشكال المقاومة ومشدّدين على ضرورة الانخراط بها بكلّ السّبل المتاحة.
المجد لشهدائنا، الحريّة لأسرانا، والشفاء لجرحانا
بيروت في ٢٥ مارس آذار ٢٠٢٥