تصلُنا الأخبار العاجلة عمّا يحدث في غزة، تندفع عواطفنا بالغضب والعجز . والبعض الآخر يتأثر عند سماع الخبر , والبعض الآخر يطلب الحياد و اللامباليين كُثر. وعلى أساس كل حدث ننطلق من تصوّر في بالنا , ومن خلال المنهجية الفكرية نصل إلى خلاصات نبني موقفنا وخطابنا على أساسها .
ولكن من أين تأتي تلك المنطلقات والتصوّرات التي ترسّخت في بالنا فيما يخصّ فلسطين ؟
على الرغم من سيطرة المنطلق الديني في عالمنا العربي اليوم، إلا أنه لم يكن هذا المنطلق الركيزة الاساسية في الموقف تجاه تحرير فلسطين في أوج الحضارة الإسلامية مثالًا على ذلك، معركة حطّين (١١٨٧) حين أقدم صلاح الدين على تحرير فلسطين من يد الصليبيين بهدف توحيد بلاد الشام، اذ كان الفرنجة آنذاك يسيطرون على بعض مدن الساحل الشَّامي وحصني الكرك، والشوبك، ذي المكانة الاستراتيجية المهمّة خاصة علئ مستوى الاتصال بين مصر، ومعظم بلاد الشام، وجزءاً من العراق. إذ كانت منطلقات تلك الحرب منطلقات قومية على الرغم من كونها حرب خاضها جيشان ذي هوية دينية (الجيش الصليبي المسيحي والجيش الأيوبي المسلم). وهنا تجدر الإشارة إلى أن معظم مسيحيي الشرق كانوا إلى جانب صلاح الدين بعدما اضطَهد الصليبيين مسيحيي الشرق لأنهم عرب، وكان ذلك في ظلّ الصراع القائم بين الكاثوليك والارثوذكس الذين ساعدوا الجيش الإسلامي في مواجهة الصليبيين .أضف الى ذلك أنه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، لم يكن المنطلق الديني تجاه فلسطين هو المسيطر عند الشعب العربي بل أيضا قومي .
فما الذي جعل في تاريخنا المعاصر المنطلق الأساسي في بناء الموقف تجاه فلسطين ديني؟ يجب حقًّا التوقف عند هذا السؤال وكيف حدث هذا التغيير في مجتمعاتنا بالنظر نحو فلسطين؟ هل هناك غاية من ذلك؟
التساؤلات نفسها نطرحها حول نظرية الحياد وعدم التدخل أو حتى التطبيع و بشكل اوسع الليبراليون من أصحاب اللجوء الى المحاكم الدولية والاتفاقيات المقتنعون بحل الدولتين ومن يعتبر حماس إرهابية , من أين تأتي تلك التصورات ؟ تُبنَى الكثير من التصورات من خلال التجربة ولا احد ينكر ذلك ولكن ايضا هناك مكامن للتصورات والانطلاقات تأتي من المعرفة.
ماذا نعرف عن تاريخ هذه الأرض وما ومن كان عليها؟ ربما نعرف عن اكتشاف أمريكا أكثر!
كل المحطات التاريخية التي نعلمها من أيام الأمير فخر الدين كأول شخصية تذكر في منهج التاريخ اللبناني كانت جدا مقتضبة وكذلك تاريخ بيروت والبقاع وجبل عامل بالنسبة لتاريخ جبل لبنان , كما أننا لا نعلم كيف كانت تعيش تلك المجتمعات وتحولاتها وتطورها إلى يومنا هذا .
كُتب في منهاج التاريخ أن الفرنسي كان انتدابًا بينما كان استعمارًا أدخل شركاته واستحوذ على الحرير في وقتها وقسّم المنطقة وفقًا لمصالحه مع الإنكليز،كذلك سردية تأسيس لبنان والاستقلال (2) وتاريخ فلسطين (3) …الخ.
لذلك هناك حاجة أن نعود الى التاريخ ونبحث عن كيفية تكوّن المعرفة في وعينا تجاه العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحررية داخل مجتمعاتنا، وأن نفهم هذا التاريخ كونه عاملًا مؤثرًا ومفسّرًا للمعرفة وكل تفاصيل حياتنا.
وانطلاقا من هذا سنتَطرّق الى إحدى أهم المفاهيم الأساسية التي يمكن أن تعبّر عن واقعنا اليوم وهو ” امبريالية المعرفة” والتي سأتحدث عنها في سياق النص كنتيجة للاستعمار وما أتى معه من إرساليات فارضًا الامبريالية الأكاديمية.
التعليم ودور العلم في خدمة الرأسمالية : استغلال، واستعمار، وتدجين.
كتب الكاتب الفلسطيني خليل السكاكيني عام 1896 أي قبل دخول الجيش البريطاني وهجرة اليهود الأولى كتابًا تحت اسم ” الاحتذاء بحذاء الغير” عن دور الإرساليات الأجنبية التي أتت إلى المجتمع الفلسطيني ومخاطرها واضعًا تصوّرًا أولياً حول التعليم .ان الكاتب لم يكن مسلماًأي أنه لم يتحدث من منطلق ديني بل كان منطلق من مخاطر هذه الإرساليات على النسيج الاجتماعي والثقافي في مجتمعه, أي ما نسميه اليوم “علم اجتماع المخاطر”. رغم أن هذا الكاتب لم يدخل يومًا إلى أي من مؤسسات التعليم الحديث من جامعة وتعليم عال . في المقابل الآلاف من المتخرجين من الجامعات والتعليم العالي في مجتمعاتنا لا يستطيعون وضع تصور حول التعليم وكيف يمكن أن يطور مجتمعنا . إن كل المناهج التربوية والصروح التعليمية تحمل في طيّاتها أداة قمعية تحكمها أيديولوجيا المسيطر، بدءًا من سردية التاريخ إلى عملية التكوين الأكاديمي والمعرفي .
ان نظرنا بشكل عام الى المؤسسات التعليمية وعلاقتنا بها، فإننا نذهب الى المدرسة 12 عامًا ومن بعدها يتوجب علينا الذهاب الى الجامعة واختيار اختصاصًا واحدًا، معظمنا لم يجد نفسه به. ومن ثم نتخرج لنبحث عن عمل يؤمّن مدخولًا لنا، وفي مسار العمر للبحث عن الراحة يكون قد أدركنا الموت.
لست أتحدث من منطلق عدمي، ولكني صدقًا أتساءل عمّا اذا كان هذا الشكل من التعليم حقًا ما يحتاجه مجتمعنا وعمّا قدّمه حتّى الآن؟ على الرغم من انتشار الجامعات وفرض التعليم كحقّ للجميع ، والتطور التقني والتكنولوجي إلا أنه لا نستطيع معالجة أزمات مجتمعاتنا من المشاكل الاقتصادية والتنموية، وكل جامعات العالم والتعليم المتطور لم تستطع معالجة أزمات النظام العالمي وما ينتج عنه من فقر وحروب وبطالة وغيره. لذلك من الطبيعي أن نسأل حقًا ما دور هذه الجامعات والتعليم إن لم يستطع تحقيق الرفاه لمجتمعاتنا على صعيد العالم كلّه. , فكم سمعنا عن هارفرد والجامعات الأمريكية وتطور التعليم فيها , فهل هناك من تصور حول معالجة أزمة الديون الامريكية في ظل النظام الرأسمالي دون أن يضرّ المجتمع وأفق التنمية ؟ حذر العديد من الخبراء من الازمة المالية عام 2008 قبل وقوعها إلا أن تحذيراتهم لم تأخذ بالحسبان, بل كانت دافعا للمستثمرين ان يحاولوا مراكمة الربح من الازمة .
إن المؤسسات التعليمية عبر نظامها ومناهجها تهدف الى تخريج خبراء سياسيين واقتصاديين وتقنيين من شأنهم أن يكونوا خبراء في عملية تسيير النظام كما هو عليه وأكبر مثال واضح على هذا هم أساتذة ودكاترة ادارة الأعمال إذ أن معظمهم لن يصبحوا رجال أعمال بل سيبقون في الوظيفة. فإن تطوير التكنولوجيا كان من أجل الربح والعسكرة والنفوذ وليس من أجل المجتمع، رغم أننا استفدنا منه وشكّل نقيضًا للرأسمالية نفسها نتيجة تطوّر الاتصالات والمواصلات. كذلك تطوير الطب والادوية مرهونًا في أرباح شركات الادوية ..الخ .
اذًا، نرى أن التعليم غدا أداة تنتج المستعمرات والثروات وتحقّق توازن القوى أكثر ممّا هي أداة لإنتاج معرفة من شأنها تطوير أنفسنا ومجتمعاتنا. واذا انتابك الشكّ حول ذلك، تذكّر مسار اكتشاف النووي وتطويره ومآلات استخدامه,كمثال واضح كيف أصبح التعليم في خدمة رأس المال لا المجتمع.
من الانتاج الفكري إلى الانحطاط ومن النهضة إلى الاستعمار
ان ” بيت الحكمة ” الذي تأسّس في بغداد (766-809 م ) كان أول جامعات العالم، اذ أنه في أروقته تم تطوير الطب وعلم الفلك والادب والرياضيات وغيره من العلوم في محاولة استكشاف الواقع وتقديم تفسيرات وحلول للأزمات، فكانت مجتمعاتنا تنتج المعرفة حقًا، ولا بد من الاشارة انه في ذاك العصر لم يكن “بيت الحكمة” محصورًا في بغداد، بل كان مكانًا لنتاج المعرفة في المنطقة كلّها, فكان انتاج العلم تشاركيا بين الرجاء المنطقة العربية لا سيما أن هذه المجتمعات لم تكن تعلم شيئًا عن الدولة المدنية القومية (نسبًا للمدن)، فقط كانت جميعها تشكل حضارة.
على الرغم من حرق “بيت الحكمة” على يد المغول وسقوط الحضارة الإسلامية الّا انه لم يتوقف الإنتاج الفكري بعد ذلك، ويمكن أن نذكر هنا ما قدّمه مفكّرين عرب من ابن خلدون وصولًا إلى خليل سكاكيني في كتابه المذكور أعلاه. وعلى الرغم من أن مجتمعاتنا في العصر العثماني كانت أشبه تمرّ بعصر مظلم على صعيد الإنتاج الفكري، إلا أنه في آخر مراحله بدأت تنشأ تيارات قومية وعربية واسلامية اسلامية ومحاولات لفهم واقع الإنتاج الفكري لمجتمعاتنا. تمثّل ذلك في عصر النهضة الذي بدأ مع دخول نابليون الى مصر لما شكله من صدمة ثقافية، ولكن كان الاستعمار الفرنسي و الانجليزي مع بدء اطلاق العنان للراسمالية والميل للربح وحاجته للتوسع وإيجاد موارد وأسواق جديدة في سياق تنافسي أنتج انطلاقًا من العلم، علمًا استعماريًا يخدم دراسة المجتمعات في كيفية استعمارها، وهذه هي النواة الأساسية في خلفية علم الانتروبولوجيا، فأرسلوا إرساليات قبل جيوشهم من أجل الاستعمار .
لعبت هذه الارساليات دورًا أساسيًا فيما نعانيه اليوم، ومن أجل فهم دورها ودور الاستعمار كعاملًا مؤثرًا في حاضرنا، يجب أن نضع كل تصوّراتنا محض شك واعادة البحث بها عبر المقاربات التاريخية لأهم المحطات في التاريخ.
من الغزوات الى التبشير الديني والارساليات
شيُّع أن الحملات الصليبية التي أتت من أوروبا هي من أجل حماية الحملات القدسية للمسيحيين من قطّاع الطرق، ولكن في الحقيقة كانت على خلاف ذلك اذ أن حجم الثروات التي اقتُلعت من هذه المنطقة إلى أوروبا كانت احدى أهم عوامل تراكم رأس المال الغربي . لا بل أكثر من ذلك، فقد تم تأسيس أول مصرف في ذلك الوقت لنقل الأموال من أوروبا تحديدا من إيطاليا إلى فلسطين مقابل مبلغ من المال. على الرغم من أن العديد في منطقتنا يظن أنهم فعلًا كانوا من أجل حماية المسيحيين الا أنّ الصليبيين أنفسهم كانوا يضطهدون الفلاحين المسيحيين في أوروبا وانطلاقاتهم المزعومة ما كانت إلا استثمار في الدين انتهت في استثمار الجنة نفسها عبر بيع صكوك أراضي فيها “صك الغفران “. على الرغم من انهيار المجتمع الإقطاعي والكنسي في أوروبا وصعود الثورة الفرنسية بشعاراتها العلمانية والحرية وما إلى ذلك، إلّا أن الفرنسيين والإنكليز وغيرهم أحبوا فكرة الاستثمار في الدين من أجل الاستعمار وتوسعت هذه المنهجية لتشمل الأمريكيين من بعدهم. إن المبشرين الأوروبيين جابوا العالم في إفريقيا وأمريكا وآسيا، واختلفت أدوارهم في كل صوب من المعمورة فمهّدوا للاستعمار وخربوا المجتمعات. ويمكن أن نفهم دور تلك الإرساليات عبر دورهم في منطقتنا.
دخول الاستعمار والإرساليات الى منطقتنا
يظن الكثيرون أن الاستعمار قد بدأ مع نهاية الحرب العالمية الأولى إلا أنها كذبة وأرشيف الكنيسة المارونية في لبنان يشهد على ذلك، فقد بدأ التواصل الفرنسي مع الكنيسة منذ الحملات الصليبية بحجة حماية المسيحيين (4) ولكن في الحقيقة كانت غاية التواصل من قبل الفرنسيين هو التوسع الذي بدأ يظهر بوضوح مع بدء تراجع نفوذ العثمانيين. فانكب الاستعمار على هذه المنطقة وقسّمها. في لبنان استغلّ الفرنسيون اضطهاد العثمانيين للمسيحيين نتيجة تقسيم العمل الاقتصادي الذي كان قائما حينها فعمّقوا التواصل مع المسيحيين وأخذوهم حجة للتدخل والسيطرة على الأراضي العثمانية. أسفر هذا التدخل الى تحويل انتفاضة 1858 الى حرب أهلية عام 1860. فبعد انتفاضات عامية لُحفد وخروج الجيش المصري في الأربعينات، تدخلت القوات الفرنسية ،الإنكليزية وغيرها من القوى الطامعة بالسيطرة في الأراضي العثمانية , فتم تقسيم جبل لبنان الى قسمين شمالي وجنوبي موزع بحسب تقسيم العمل فيه طائفيًا ما بين الإقطاع المسيحي والإقطاع الدرزي فيما كان يعرف آنذاك بنظام القائممقامية. ان هذا النظام كان مهد النظام اللبناني الطائفي الذي يحكمنا اليوم وقد أودى منذ نشأته إلى حرب طاحنة عام 1860 ما بين الدروز والموارنة (5).
رافق هذه الأحداث التاريخية دخول الإرساليات. على الرغم من أنها أدخلت شكل حديث للعلم أسفر عن تطور الطباعة وإصدار الكتب ونشأة نخبة من المثقفين القوميين والجمعيات السياسية، إلا أن هذه الإرساليات كان لها دورًا أساسيًا يهدف الى تغيير ثقافة المجتمع وانتاج نخبة يعتمد عليها الاستعمار في تطويع المجتمع لصالحه، ويمكن ملاحظة أثرها بوضوح في العديد من النقاط التالية:
-امبريالية المعرفة: لكل مجتمع تقنياته ووسائله في إنتاج المعرفة من خلال التجربة والتحليل والملاحظة لمعالجة المشاكل التي يواجهها خلال مسار تطوره التاريخي. إن عملية إنتاج المعرفة وتفاعلها مع حياتنا اليومية في الاقتصاد والسياسة والاجتماعية والبيئية تكوّن بناءًا معرفيًا تتبلور منه الذات الاجتماعية من الثقافة والهوية واللغة. فكيف وصل الأمر حتى نجد أنفسنا نعرّف عن ذاتنا ونعي وجودنا من خلال معرفة الآخر بنا؟ فمثلًا، نحن نعرّف هذه المنطقة بالشرق الاوسط نسبة لتعريف الغرب لها، ولنا. نحن نعتبرهم معيارًا للتحضّر ونسعى للارتقاء نحوه في اللغة والسلوك والثقافة, بمعنى اخر أننا نرى أنفسنا في دونية عنهم كما هي نظرتهم لنا. في لبنان يعتبر الكثيرون أننا فينيقيين، وقد عزّزت فرنسا هذا الاعتبار لتعزيز الفصل بين العرب واللبنانيين ومنع امتداد التحركات الشعبية والمقاومة في وجهها الا ان انتشار هذه الاعتبار مجتمعيا يعود إلى هذه النظرة عن أنفسنا . غير أن هذه المحاولات لم تنفع وكان ولا يزال الغرب ينظر إلينا جميعًا نحن العرب، باختلاف طوائفنا واتجاهاتنا وجنسياتنا، على أنّنا “حيوانات بشرية” -كما صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت. إن هذه النظرة راسخة في عقولهم وتظهر بوضوح في عملية تقسيم المصالح. لقد قسّمونا دولًا على خرائط وحدّدوا جنسياتنا كما يحلو لهم، أو كما عطس تشرشل أثناء رسم الحدود على الخريطة بين الأردن والسعودية (6).
إن تلك الإرساليات أعطت العلم ولكنها دمّرت تقنيات المعرفة التي تنتج العلم!
-الامبريالية الأكاديمية : حملت هذه الإرساليات المنهج الأكاديمي للمستعمر القائم على اقتصاد يعزّز وجوده ويراكم فيه ثرواته، والمنطلق من مجتمعه والذي يعمل وفقًا للمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للاستعمار. بقيت جودة التعليم العالي في المركز الأم للاستعمار الذي صوّرت عبر ارسالياته آنّ الليبرالية هي الخلاص والرأسمالية أزلية. كم من تناقض وجدناه في دروس الديمقراطية ومؤسسات الدولة والاتفاقيات الدولية ودور الأمم المتحدة؟ الشاهد الأكبر على ذلك تعاطي الأمم المتحدة مع الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين اليوم .
دّمر الاستعمار عبر إرسالياته الهيكل الاجتماعي الذي كان قائما منذ دخوله ، فانتج طبقة من التجار ساهمت في المجاعة عبر الاحتكار في الحرب العالمية الأولى، وأنتج نخبة مثقفة تعمل لصالحه، ودمّر النسيج الاجتماعي عبر الاستثمار في الطوائف، وأنشأ المركز “بيروت” وأطراف مهمّشة تابعة له وغيره مما أودى بمجتمعنا إلى الخراب.
ما بين بعض الاحداث التاريخية ووعينا …امبريالية المعرفة
القضية الفلسطينية
يجب التوقف عند نقطة أساسية وهي أكذوبة بيع الأراضي التي انتشرت لسنوات طويلة كأنها حقيقة إلا أن حاملي هذا الخطاب لا يعلموا شيئا عن ثورة البراق وثورة عام 1936 وعن عبد القادر الحسيني وعز الدين القسام وعطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي وصولا الى المجازر الصهيونية ومجزرة دير ياسين .
كانت غاية هذه الكذبة تشريع وجود الاحتلال يطول الحديث عن خبايا الاستعمار في فلسطين لذا سأترك مرجعا في آخر المقال عن تهجير الفلسطينيين (7).
في الحقيقة بقي الفلسطينيون من قبل اعلان دولة الاحتلال حتى يومنا هذا في مقاومة مستمرة لتحرير أرضهم، بمعزل عن كل الاتجاهات الفكرية التي تبناها الفلسطينيون في هذه المقاومة الطويلة وأشكال المقاومة المتعدّدة. ومهما حاول البعض تشويه هذه الفكرة بالاستناد على الاتجاهات الفكرية او بالاستناد على ممارسات البرجوازية الفلسطينية، المتمثلة بالسلطة الفلسطينية، سيعود في كل مرّة الشعب الفلسطيني ليكشف التاريخ على مصرعيه أمام كل العالم ويظهر حقيقة الاحتلال الإسرائيلي.
كذبة لبنان واستقلاله
صعد الجنرال الفرنسي غورو ومعه ممثلي الأديان وشخصيات من النخبة المنحنية له، معلنًا تأسيس كيان سياسي اسمه “لبنان الكبير”، الإسم من المنطقة الذين عبث الفرنسيون بها خرابًا ” جبل لبنان ” في سعيهم لخلق دولة للمسيحيين دورها هو حماية اسرائيل من الانتفاضات العربية. إلّا أنه لم يروق له بأن أوائل القوميين والعروبيين والشيوعيين ومؤسسي الجمعيات السياسية القومية والشيوعية كانوا من الديانة المسيحية على الصعيد السياسي والفكري الثقافي أمثال جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ومؤسسي الحزب الشيوعي والقومي السوري فأنشأوا في وجهها تيار القومية اللبنانية التي تمثلت في حزب الكتائب ومن بعدهم القوات اللبنانية، لذلك الجدير بالذكر ان المسيحيين لم يكونوا جميعهم على وفاق مع الاستعمار الفرنسي وموافقين على التقسيم بين لبنان وسوريا بل كان هناك مقاومين بوجه الاستعمار والتقسيم , وهذا ما أثبتته خلاصات نتائج لجنة كرين كرين التي أتت الى مناطقنا من قبل عصبة الأمم، وأقرّت بأن الناس في لبنان وسوريا وفلسطين يرفضون التقسيم وإنشاء وطن قومي لليهود. الّا أن هذه الخلاصات وُضعت في أدراج عصبة الأمم ونفّذَ الفرنسي والانكليزي التقسيم (8) .
اندلعت الانتفاضات بوجه الاحتلال الفرنسي، ولا سيما نذكر المقاومين أدهم خنجر وصادق حمزة الذي غيّبهما التاريخ وجعل منهم قطاع طرق، في الوقت الذي يتنافس فيه عملاء الاستعمار الفرنسي مثل اميل اده وعملاء الاستعمار البريطاني أمثال بشارة الخوري على سلطة الكيان اللبناني.
إن تبعية ما يسمى ب “رجال الاستقلال” للاستعمار لا ينكرها التاريخ وبقيت الى يومنا هذا في تبعية السلطة السياسية للخارج، فمن دون الخارج تسقط الكذبة. أما كذبة الاستقلال لم تأتي من بشارة الخوري ورياض الصلح ومن معهم بل أتت بعد الحرب العالمية الثانية ونتيجة لانتقال القوة الامبريالية من فرنسا الى أميركا التي اختلف شكل استعمارها عن الفرنسي والإنجليزي متميّزة عنهم بالاستعمار عبر الدولار بشكل خاص. ولكنها كانت تحرك بوارجها من حين الى آخر كما حركتها بوجه الثورة التي اندلعت في وجه وكيل أميركا في لبنان كميل شمعون عام 1958 وذلك للدفاع عن النظام اللبناني (9)، وفي عام 1982 أتى المارينز الامريكي والفرنسي بالإضافة الى الاسرائيلي لضرب المقاومة الفلسطينية واعادة تثبيت النظام عبر وضع بشير جميل رئيسا للجمهورية مقابل إمضاء معاهد سلام مع الاحتلال.
على كل حال لقد كذبوا علينا بأننا نعيش في دولة ذات سيادة اسمها لبنان ونحن صدّقنا هذه الكذبة واعتمدنا نشيدًا مسروقًا من ريف المغرب كنشيد وطني(10). وامتدّت هذه الكذبة في تأثيرها علينا حتى ظنّ بعضنا بأننا أفضل من السوري والفلسطيني في الدهاء والتحضر ومارس هذه العنصرية عليهم تعبيرًا عن محاولة اظهار الأفضلية عليهم. بينما في الحقيقة تعود جذور هذه العنصرية لعقدة النقص النابعة من فوقية الاستعمار علينا. أما عن دهائنا، لنتذكر أن المبدعين الذين أبدعوا في الاكتشافات أصبحوا في الخارج عبر التهجير الممنهج من خلال الإرساليات واتفاقيات الإمبريالية الأكاديمية بين الجامعة اللبنانية وفرنسا، والمنح التي قدّمها رفيق الحريري للطلاب. وهنا يجدر بنا السؤال: هل عاد أحد منهم؟ لعله علينا أن نذكر حسن كامل الصباح عندما قرّر العودة الى لبنان وحادثة سيارته التي تطرح العديد من التساؤلات إلا أنها جميعها غير مؤكدة . ولكن المهم ان يبقى تفاخرنا بأكبر صحن تبولة وأطيب صحن حمص.
لبنان الماريونيت وكذبة السيادة والحياد.
انتهت الحرب الأهلية مع تغيير بنية النظام العالمي وقيام سياسة القطب الواحد في التسعينات وبالتالي توازنات ومصالح جديدة أدخل فيها الاستعمار الامريكي النظام السوري الى لبنان تحت اسم اتفاق الطائف بمباركة سعودية.
فمنذ التأسيس كان لبنان دوره وظيفي من أجل الاستعمار. في بادئ الأمر كان لحماية العدو ولكن هذا الدور تغيّر ليصبح مصرفيًا يقضي بتحويل نفط الخليج والعراق الى دولار مما جعل اقتصادنا قائمًا على المضاربات والمصارف. هذا الدور أيضا تغيّر وبدأ ينهار دون عودة لأن الدور المصرفي أصبح للإمارات، مثلما لم يعد دور مرفأ بيروت كما كان قبل تطوير مرفأ حيفا. واليوم نحن ننتظر حتى يتبين دورنا على حسب ما ستؤول اليه الامور مع بدء انهيار النظام العالمي في حلّته القديمة (القطب الواحد).
اذًا عن أي حياد وسيادة يتكلم البعض ونحن منذ نشأتنا يتغير شكل نظامنا السياسي مع تغيّر الدور المنوط لنا عبر اتفاقات مصالح ونفوذ قوى!
الوهم عند مؤيدي الاقتصاد الحر والليبرالية في لبنان سيتحول إلى تروما عند الصدمة
اذ بدأت أزمة النظام الرأسمالي تتجلى بوضوح بدا من عام 2008 وتتعمق أكثر وأكثر. نشهد اليوم أزمة أميركا الداخلية وارتفاع أصوات الشعوب بوجه الانظمة الرأسمالية الأوربية والأمريكية تعبيرًا عن السخط من نتائج النيوليبرالية. ان معدلات التضخم العالمي والبطالة بدأت تنذر بأزمة عالمية جديدة والعديد من الخبراء الاقتصاديين يحذّر من نتائجها على المجتمعات. في الدول العربية نلمس نتائجها بأم أعيننا من خلال واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وما زال الكثير في لبنان مقتنع بأنه “ما في شي بيتغير” ونحن نعيش أسوأ مراحل التغيير نحو التفتت والانهيار. تشكّل هذه القناعة الراسخة في المجتمع اللبناني أكبر مثال حيّ على واقعية امبريالية المعرفة. إنّ الصدمة قادمة لا محال عند سقوط الكذبة والتي بدأت حقًّا تتبين بعد انتفاضة أكتوبر ٢٠١٩ وسقوط كذبة قوة المصارف التي صمدت لعقود وأوهمت اللبنانيين آن هذا القطاع هو ضمانة الاقتصاد اللبناني الوحيدة. ، ولا بد القول أن السياسات الحريرية كانت إحدى أهمّ الأسباب المباشرة في الأزمة التي نعيشها اليوم. ان هذه السياسات النيوليبرالية أطلقت العنان ليد القطاع الخاص على حساب تدمير القطاع العام من خدمات وغيرها، الى جانب الاستدانة والريع. إنّ هذا الاقتصاد لم يستفد منه الاستعمار فقط بل استفادت منه أيضٍا طبقة تراكمت ثرواتها عبر السعي للربح السريع، وهذا ما استفاض فيه الكاتب فوّاز طرابلسي في كتابه عن الطبقات الاجتماعية والسلطة السياسية في لبنان .
ان نتائج الأزمة لم يشعر بها الأغنياء والتجار والمضاربين بل انه سعوا ولا يزالون يسعون الى الاستفادة منها بهدف مراكمة الأرباح على حسب أسس الاقتصاد الحر ! بينما نحن من يشعر بها في حياتنا اليومية اقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا! ويضاف إلى هذا تكشّف كذب ما تعلمناه عن دور المجال القضائي والإنساني العالمي من منظمات وهيئات نبعت من المفاهيم الليبرالية في عدم قدرتها على تنفيذ بنودها في كبح الاحتلال عن قتل المدنيين. ممّا يشير الى حقيقة خلفية دورها العالمي في تنفيذ أجندة الاستعمار وتشريع الاستغلال.
آن الأوان لنقول بأن الليبرالية قد سقطت والراسمالية مأزومة ويجب تجاوزها!
جدلية المقاومة والاتجاهات الفكرية
قاومت الشعوب الاستعمار منذ بداياته عبر اتجاهين فكريين أساسيين وهم القومية والإسلام السياسي، اتجاهين يتنافسان فيما بينهما مما دعم الاستعمار الإسلام السياسي منذ بداياته بوجه التيار القومي والاشتراكي الذي يشكل نقيضا حقيقيا له لأنه يقدم مشروعا اقتصاديا، إلا أن هذا الاتجاه الفكري لم ينجح في تلبية آمال الشعوب بالأخص بعد صعود برجوازيات التيار القومي التي وصلت للحكم. وفي المقابل صعدت اتجاهات الإسلام السياسي وكان لهم تأثيرًا كبيرًا، ان لم يكن التأثير الأكبر، وشاركوا الولايات المتحدة في حربها بوجه السوفيات التي ما لبثت حتى انقلبت على أمريكا في عام 2001 .
بعد الثورة الاسلامية في ايران ظهر الإسلام السياسي الشيعي وفي سعي الدولة الايرانية لحماية نظامها القومي وتحقيق مصالحها في المنطقة، عمدت إلى إنشاء تنظيماتها السياسية التابعة لها لتكن أذرع لها في المنطقة على أساس طائفي ديني بوجه التيارات القومية والشيوعية، فانقلبت على الشيوعيين الإيرانيين المشاركين في الثورة واعتقلتهم ونكلت بهم وقتلت الكثير منهم. عادت لتعيد الكرة في صربيا، وشاركت في نهب العراق بعد الغزو الامريكي و تدمير سوريا كما فعلت امريكا وروسيا وغيرهم خاصًة بعد إعلان النظام السوري عن اكتشاف الغاز في سوريا عام 2011 .
وكان قد سبق ذلك اكتشاف أمريكا لآبار الغاز والنفط في منطقة الحوض المتوسط في المشرق العربي، فبعد اندلاع الانتفاضة في سوريا عام 2011 ترافق قمع النظام للتحركات الشعبية ومع تدخلات سائر القوى من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية، تدمرت تطلعات الشعب السوري لتصبح بؤرة لأكثر التنظيمات الرجعية في التاريخ المعاصر وهو “داعش “.
الإسلام السياسي
أن الفرص التي أتيحت للإسلام السياسي في الصعود كان عبر الاستثمار في الدين من أجل المصالح، على الرغم من أن هذا التيار الفكري كان يعبّر عن اتجاه إصلاحي في بداياته استكمالا للنهضة الفكرية العربية أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وغيرهم إلا أن تدخلات الاستعمار نفسه ضربت مسار هذا الإنتاج الفكري ليصبح أداة لضرب الاتجاهات الفكرية التي تحمل مشروعًا اقتصاديًا. عاد هذا الاتجاه وانقلب على الاستعمار كون الإسلام السياسي منذ نشأته ايديولوجيا معارضة للاستعمار والاحتلال.
أن مشكلة الإسلام السياسي تكمن في عدم قدرته على ضرب جذور الاستعمار وهي الرأسمالية، كما أن نشأته أتت ردًا على الاستعمار البريطاني المباشر في مصر وبوجه الاستعمار الامريكي في إيران، ولكن هذا لا يعني بأنه يشكل نقيضها الكلّي. فإنّ القواعد والقوانين التي تنظّم المجتمع في الايديولوجيا الاسلامية تقوم على المجتمعات الطبقية الأقل تعقيدًا، حتى لو بلغت الاجتهادات لمواكبة سرعة التطور والتعقيد فيبقى عاجزًا عن إدارة هذا التعقيد، كما أن المجتمعات الطبقية تقوم على استغلال طبقة لطبقة اخرى وهذا ما نشهده في إيران نفسها والحركات الاجتماعية التي بدأت تتعمق عند المجتمع الإيراني.
التيار القومي وأزمة الاحزاب الشيوعية
أمّا التيار القومي من البعثية الى القومية على أنواعها السورية والعراقية كانت تعاني من أزمة حقيقية، على رغم من أن نشأتها كانت تعبيرًا عن رفض الاستعمار إلا أنه لا يمكن بناء دولة قومية واقتصاد قومي في ظل الامبريالية لذلك لم تصمد أمام الاستعمار. كذلك إن من تصدّر هذا الصراع لم تكن الطبقة الاجتماعية التي تشكل النقيض الكلّي للنظام الرأسمالي بل كانت الطبقة البرجوازية والعسكرية الناشئة وهنا تكمن أزمة الأحزاب الشيوعية العربية بسيبب سياسات الاتحاد السوفياتي الخارجية في مقاربة الصراع بفصل صراع التحرر عن العلاقات الرأسمالية حيث دعم السوفيات الأحزاب القومية بوجه الاستعمار والتزم العديد من الأحزاب الشيوعية سلك هذا الاتجاه الذي أوصلهم الى دفع ثمنًا باهظًا أودى بالكثير من مفكريها ومناضليها على يد الكثير من قوى القومية نفسها والإسلامية. إن أزمة الشيوعيين تمكن في إغفال دور العامل السياسي في هذه المنطقة كمحرّك أساسي في الاقتصاد والمجتمع.
مقاومة امبريالية المعرفة
تنشأ المقاومة بوجه الامبريالية العسكرية والاقتصادية بينما امبريالية المعرفة تدمّر مجتمعاتنا دون مقاومة اذ هي تعمل وفقًا لمصلحة الاستعمار في جعلنا نعمل من أجله دون استخدام القوة.
فالمعرفة تتكوّن عبر كمّ من التجارب والاستنتاجات التي تُبنى على التحصيل المعرفي المتراكم عبر التاريخ للمجتمع، وهذه المنهجية كانت ملازمة للطبيعة المجتمعات البشرية منذ نشأتها حتى تحافظ على وجود المجتمع البشري وتطوره. الّا أن الاستعمار عبر امبريالية الأكاديمية ونشأة نخبتها المثقفة من خلال الإرساليات، إضافةً الى دور الاعلام، دمّر البناء المعرفي المتراكم عبر التاريخ لمجتمعاتنا ليحلّ مكانه بناءًا مشوهًا يفضي الى استنتاجات تبرّر وجود الاستعمار وتثبّته.
لذلك من الضروري أن نسأل ماذا نريد كأفراد في هذه المجتمعات؟ ألم يحن الوقت أن نسأل أنفسنا عن السبب الكامن خلف واقعنا الاقتصادي والمعيشي الحالي؟ عن سبب التهجير والحروب في مجتمعاتنا؟ عن خلفية وجود هذه الأنظمة السياسية في العالم العربي؟ عن وجود الاحتلال وخلفية الدعم لإسرائيل من قبل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأميركا؟
الكثير من التساؤلات التي لا يمكن الإجابة عنها في ظل امبريالية المعرفة الّا بالعودة الى تاريخنا الفعلي وفهمه كعاملًا مؤثرًا من أجل نقضه حتى نستطيع التوصل إلى تصورات حول النظام السياسي والاقتصادي الذي نحتاجه والى شكل العلاقات في المجتمع التي تؤمّن الأمن والرفاهية لنا.
بوجه علم الاستعمار …علمًا لتحرير الشعوب
أنتج الاستعمار علمًا لاستعمار الشعوب ، ” الانتروبولوجيا “، ومن الواجب علينا إنتاج علمًا نقيضًا ثوريًا لتحرير الشعوب ينطلق من مجتمعنا ويعبّر عنه، يقوم على دراسة نتائج الاستعمار فيه وتحليلها ويقدم حلولًا لتجاوزها نحو مجتمع عادل لا تحكمه العلاقات الاستغلالية وذلك عبر :
-إعادة قراءة التاريخ كعاملًا مؤثرًا مترابطًا ممتدًا من ما قبل دخول الاستعمار إلى يومنا هذا.
– دراسة تفاعل آثار الاستعمار وارسالياته على البناء المعرفي للمجتمع.
– ربط التعليم وتقنياته بالمجتمع عبر إيجاد حلول تهدف إلى تطويره وتنمية اقتصاده.
– تحرير التعليم من هيمنة الاستعمار والمركز والنظام اللبناني إداريًا وأكاديميًا.
– تحرير التعليم من هيمنة رأس المال والعلاقات التجارية عبر خلق دور انتاجي له يقوم على العلاقات التعاونية بين الطلاب والأساتذة والموظفين.
– تحرير الاكاديمية وسائر مؤسّسات التعليم من المنهج ووضع منهج ينطلق من واقعنا ويقوم على اختبار المعرفة من أجل تطويرها وبالتالي تطوير المجتمع.
-انزال الاكاديميا، تحديدًا التعليم العالي، من برجها العاجي الى صفوف الناس بين الاحياء عبر تأميم المعرفة والعلم من أبحاث ومعلومات وغيرها لجميع الناس.
ليس هناك حقيقة ثابتة، ولكن هناك حاجة لتجاوز الرأسمالية وأزماتها وبناء مجتمعات متحررة من كافة أشكال الاستعمار والاحتلال والاستغلال والرأسمالية.
المراجع
2-https://bidayatmag.com/node/1240
5- كتاب تاريخ لبنان الحديث , الفصل الثاني . الكاتب فواز طرابلس .الطبعة الأولى شباط 2008
6-https://alwatnalakbr.com/%D8%B9%D8%B7%D8%B3%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%B4%D9%84/
الكاتب : خضر الانور
طالب في الجامعة اللبنانية
عضو في الاتحاد الطلابي العام في لبنان
